بسم الله, والحَمْد لله, والصَّلاة والسَّلام على رسُول الله, وعلى آله وأصحابه، وبعدُ:
فإنَّ علم المنْطِق هو من العلوم الَّتي اشتهرت في الشرق والغرب قديمًا وحديثًا، منذ وضع أرسطو هذا الفن وإلى يومنا هذا، وهو يُعَدّ عند كثير من الناس من أهم العلوم العقلية والمعيارية، وقد صَنَّف فيه كثير من المسلمين معتقدين أنه وسيلة صحيحة لإدراك العلوم، وبالغ بعضهم حتى قال: «من لا معرفة له بالمنطق لا يوثق بعلمه»، وهذا فضلًا عن كونه غلوًّا في قيمته فهو حكم غير برهاني كما سنحققه بإيجاز في هذه المقدمة.
ولما كان علم المنطق بهذا الشيوع بحيث يقبح بطالب العلم أن يجهله فقد أصدرنا هذا الكتيب الذي احتوى ثلاثة من المتون المنطقية المشتهرة التي توارد الشراح عليها، وكثر إقبال الطلاب على حفظها ودراستها، وهذه المتون بالترتيب هي:
1- السلم المنورق.
2- متن إيساغوجي.
3- المقولات العشر.
عملنا في الكتاب:
1- وضع مقدمة في التعريف بالمنطق, وحكم تَعَلُّمه، وتحقيق مدى الحاجة إليه.
2- ترجمة المصنفين الثلاثة تباعًا بترتيب المتون.
3- ضبط المتون بالشكل ضبطًا كاملًا يعين على فهمه.
4- وضع تعليقات مفيدة تتضمن فوائد وتوضيحات مكملة لما جاء بتلك المتون.
وقد أخذت هذه التعليقات من أكثر من مرجع في هذا الفن، منها: «إيضاح المبهم من معاني السلم» للدمنهوري، و«حاشية الباجوري على السلم»، وهذا أكثر ما أفدت منه، و«تسهيل المنطق» تأليف د: «عبد الكريم بن مراد الأثري»، و«شرح إيساغوجي» للشيخ زكريا الأنصاري.