لما كان الإيمان نصفين : نصف صبر ونصف شكر ، كان صحيحاً على من نصح نفسه وأحب نجاتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين ، لذلك تطرق المؤلف الى هذين الموضوعين لشدة الحاجة والضرورة لهما وبيان توقف سعادة الدنيا والآخرة عليهما ، فجاء هذا الكتاب كتاباً جامعاً حاوياً نافعاً فيه من الفوائد ما هو حقيق على أن يعض عليه بالنواجذ.
ذكر أهل العلم أن الصبر بأنواعه من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ألفوا في هذا الباب كتب كثيرة منها ما هو في جمع الأحاديث النبوية والآثار المنقولة عن الصالحين ومنها ما هو شرح لذلك.
وهذا الكتاب واحد من تلك الكتب التي ألفت في الكلام عن الصبر تفصيلا لأنواعه وبيانا لفضله وما ورد في جزاء الصابرين وذكر ما يعين على الصبر وغير ذلك من المعلومات النافعة مما يجعل هذا الكتاب جامعا شاملا في هذا الباب.
وقد قيل قديما :(الصبر مفتاح الفرج) فمن تحلى بالصبر ظفر ومن تركه خسر وخاب.