هذا الكتاب يُعتبر من أهم كتب ابن خلدون، ومن أوائل كتبه أيضًا، فقد كتبه وعمره تسعة عشر عامًا – أي لم يتم العشرين -، وقد أخرج هذا الكتاب كإخراح العالم الذي الذي بلغ من الكبر عتيًا.
وهذا الكتاب هو مختصر لكتاب “محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين” لصاحبه “فخر الدين الرازي” المعروف .
وهذا الكتاب هو عبارة عن خلاصة موجزة لجميع أمور الثقافة العربية الإسلامية فيما يخص مسائل وأمور العقيدة، وما اتعكس منها في جانب علم الفلسفة وأمورها.
وقد أورد بن خلدون سبب كتابته لهذا الكتاب في المقدمة فقال: ” قرأنا كتاب “المحصل” الذي صنعه الإمام الرازي، فوجدناه كتابًا احتوى على مذهب كل فريق، وأخذ في تحقيقه كل مسلك وطريق إلا أن فيه إسهابًا لا تميل همم أهل العصر إليه وإطنابًا لا تعوّل قرائحهم عليه، فرأيت بعون اللّه تعالى أن أحذف من ألفاظه ما يستغنى عنه وأترك منها ما لابد منه، وأضيف كل جواب إلى سؤاله، فاختصرته، وهذبته، وحذوت ترتيبه، وأضفت قليلًا من بنيات فكري.